• الجمعة : ١٤ - مارس - ٢٠٢٥
  • 14 رمضان 1446 هـ
  • الساعة الآن : ١١:٣٥ مساءً

جلالة السلطان المعظم

شؤون البلاط السلطاني

الجولات السلطانية السامية


تميزت مسيرة النهضة العمانية الحديثة منذ انطلاقها في عام 1970م بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- بعلاقة عميقة بين القائد وأبنائه في كل بقاع السلطنة ، والتي يشغل المواطن العماني في ظلها بؤرة الاهتمام والأولوية ، باعتباره أغلى ثروات الوطن ، وإدراكاً للأهمية الكبيرة للتنمية البشرية كركيزة أساسية من ركائز التنمية الشاملة والمستدامة


"إن الاهتمام بالموارد البشرية وتوفير مختلف الوسائل لتطوير أدائها وتحفيز طاقاتها وإمكاناتها وتنويع قدراتها الإبداعية وتحسين كفاءاتها العلمية والعملية هو أساس التنمية الحقيقة وحجر الزاوية في بنائها المتين القائم على قواعد راسخة ثابتة إذ إن العنصر البشري هو صانع الحضارات وباني النهضات.."


من خطاب جلالة السلطان المعظم بمناسبة الانعقاد السنوي لمجلس عمان2008م


 


وقد تمثلت الجولات السلطانية السامية لقاءات متجددة بين القائد والمواطن، حيث يلتقي فيها جلالته مباشرة مع المواطنين لتعبيرعن عمق الاهتمام من جانب جلالته بالمواطن العماني وبالاستماع إليه بشكل مباشر والاطلاع على حياته حيث يقيم ومن ثم ينتقل جلالة السلطان المعظم وعدد من الوزراء والمستشارين في جولات تمتد لعدة اسابيع في بعض الأحيان يتفقد خلالها جلالته العديد من مناطق السلطنة حيث يلتقي بالمواطنين والشيوخ والوجهاء سواء في اللقاءات التي تعقد في المخيم السلطاني الذي يقام في السيوح التي يتوقف فيها جلالته ، أو في لقاءات اخرى خلال تحركه منفردا في تلك الجولات الكريمة ، و تعتبر الجولات السنوية السامية التي يقوم بها جلالة السلطان المعظم في المناطق والولايات قناة اخرى واسعة ومفعمة بكل ما تجسده اللقاءات المباشرة بين جلالته والمواطنين من معان صادقة ومشاعر جياشة للمشاركة التي يشعر من خلالها المواطن بقدرته على الحديث مع جلاله القائد وعرض ما يراه دون عناء او حواجز، حيث يطرحون على جلالته - حفظه الله ورعاه – ما يجـول بخـواطرهم ، ومن ثم ينطلق الحوار المتبادل بتلقائية وعفوية يتلمس من خلاله جلالة القائد المعظم نبض واهتمامات المواطنين وموجـها كذلك نحـو الأولويات الوطنية اقتصاديا واجتماعيا وفي مختلف المجـالات وهو ما يعزز مسيرة التنمية الوطنية ويمنحـها دوماً المزيد من وضوح الرؤية والفعالية وتحقيق المزيد من الحشد للطاقات الوطنية سواءً في الاطار التنظيمي أو على المستوى الجماهيري الواسع كما يستقبل جلالته في المخيم السامي ايضا القادة وكبار المسؤولين من الدول الشقيقة والصديقة الذين يزورون السلطنة.

ومما له دلالة عميقة ان جلالة السلطان المعظم قال في حديثة لجريدة السياسة الكويتية في فبراير 2006م والتي تمت خلال احدى هده الجولات " في هذا المجال اعترف باني اتمتع كثيرا بهذه الرحلات الداخلية التي اقوم فيها بطول البلاد وعرضها .. في هذه الرحلات التقي بالناس مواجهة واستمع الى مطالبهم وهم يسمعون وجهة نظري .. انني اشعر بالألفة هنا وهم كذلك . ان تفقد احوال الرعية شأن موجود في تاريخ الاسلام ويعد من واجبات القائد , هناك مواطنون قد لا تسمح لهم ظروفهم بأن يطرقوا ابواب معينة فأتي انا اليهم بشكل مباشر , اني مرتاح وأجد متعة نفسية بهذه الجولات السنوية اجتمع فيها بأهلي , واختلط بأنفس كثيرة اسمع منها وتسمع مني ونعطي جميعا الثمار المطلوبة .اني اتمتع وانا ارى اهلي يستمعون الى توجيهات ولي الامر ويعملون بها, من هنا تخلق ثقافة الضبط والربط براعيها هذا التفاعل الذي يخلق بدوره الولاء المتبادل بين الطرفين ".

جدير بالذكر أن جـلالته يقوم كذلك بجولات أخرى من خـلال الزيارات الميدانية أو تفقد المشروعات ومواقع العمل أو الالتقاء ببعض المواطنين أو الشباب دون اعداد مسبق حيث يتبادل جـلالته الحديث معهم ومع العاملين في هذا المشروع و يحرص جلالة السلطان المعظم على مشاركـة المواطنين احتفـالاتهم بمختلف المناسبات .

وعبر هذه السياسات التي تضع المواطن في مقدمة الأولويات تنطلق مسيرة الخير والعطاء والوفاء نحو غاياتها المنشودة معززة بالأمل والعمل الجاد والهمة العالية والعزم الاكيد..

وها نحن اليوم نجني بحمد الله ثمار ذلك كله تطوراَ مشهوداً في كل الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وخبرة واسعة جاءت نتيجة العمل الدائب والممارسة المستمرة فأضفت على حركة التطور المتنامية بعداً واقعياً يعصمها من مزالق الاندفاع والتهور وينأى بها عن مشاكل الارتجال وعدم التدبر.