• الجمعة : ١٤ - مارس - ٢٠٢٥
  • 14 رمضان 1446 هـ
  • الساعة الآن : ١١:٣٨ مساءً

جلالة السلطان المعظم

شؤون البلاط السلطاني

 

رؤية واضحة لقائد حكيم

بخطى واثقة وثابتة ، وعزم وتصميم نحو مزيد من التقدم والإزدهار ، تمضي مسيرة النهضة الحديثة ، وهي تشق طريقها لتحقيق تطلعات الإنسان العُماني ، ورفعه شأنه وإعلائ كلمته وتبوئه المكانة التي تليق به ، والمنزلة الرفيعة التي يستحقها ، وتمكنه في الوقت ذاته من المساهمة والمششاركة بشكل فعال في صياغة وتوجيه التنمية الوطنية في كل المجالات ، وتشييد صرح الدولة العصرية القادرة على تحقيق طموحاته.


لم تكن النهضة العُمانية مجرد خطوات تسعى لتحقيق النمو والازدهار ولبدء مرحلة البناء والتعمير فحسب ، بل كانت استشراقاً لما يحمله الغد من آمال وتطلعات ، وعليه فقد حرص حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه-وهو يرسم خطط البناء والتعمير، أن يسابق الزمن ليعوض شعبه ما فاته ، ويعيد له كرامته ومكانته ، ولذا كان الإنسان العُماني متفاعلاً مع ما يحيط به من أحداث ، يتأثر بها ويؤثر ، ويحلم ويتطلع ، ويرسم آمالاً ورؤى تجسدت على أرض الواقع ، فكانت النهضة العُمانية سباقة لعصرها ، تجاري المستقبل ، وترسم أفكاره ورؤاه ، وحققت في زمن وجيز ما تعجز عن وصفه الكلمات والأوصاف ، وكل ذلك كان بعزيمة وقوة وفكر مستنير جسده جلالة السلطان المعظم منذ انطلاقة الأولى لمسيرة النهضة العُمانية الحديثة.


لقد وضع حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – أيده الله- أساساً راسخة ومبادئ واضحة لمسيرة النهضة العُمانية ، وكان جلالته –حفظه الله –يؤكد في كل مناسبة وكل محفل على أن النهضة العُمانية تنبع أساساً من هذا الشعب ، وتستمد مقوماتها من تراثه وحضارته ، وتستلهم قيمه ومبادئه ، لا تحيد عن عاداته وتقاليده العُمانية الأصيلة ودينه الإسلامي الحنيف ، مع عدم إغفال حضارة العالم ، التي تمثل عُمان جزءاً لا يتجزأ منها ، ولذا فحين انطلقت مسيرة النهضة العُمانية لم تكن منغلقة أو محكومة بإطار ومنهج معين ، بل كانت مزيجاً من الأصالة والمعاصرة ، تأخذ ما يصلح لها من الآخر وتترك ما يتناقض مع مبادئها وأسسها ، وكان الإنسان العُماني هو المحرك الأول لهذه النهضة بما يمثله من قيم وسلوكيات ، زاده في ذلك ومثله الأعلى قائده وباني مسيرته حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ، الذي امتلك رؤية واضحة لما يتمناه لعُمان ، الوطن والشعب ، الدولة والمجتمع ، وتحمل مسوؤلية إحياء حضارة الإنسان العُماني واستعاده أمجاده وربطه رباطاً وثيقاً بالأرض ليشعر بعمق الوطنية ومدى التجاذب بينه وبين أرضه الطيبة.


ولم تتوقف طموحات جلالته عند حدّ ، فالأهداف تتابع ، وتتواصل ، لأن جلالته –حفظه الله ورعاه- صاحب رسالة للنهوض بعُمان ، واستعاده مكانتها اللائقة وإسهامها الحضاري البناء في محيطها الخليجي والإقليمي والدولي ، كما أن جلالة القائد المفدى –أبقاه الله- انطلق من ركيزة أساسية هي الإيمان العميق بالمواطن العُماني ، وبقدراته وطاقاته الخلاقة ، ومن ثقة تامة أيضاً في قدرته على تحقيق طموحاته ، وما يتطلع إليه ، فبالرغم من أن الصعوبات كانت كبيرة ، خاصة في السنوات الأولى لانطلاق مسيرة النهضة العُمانية ، إلا أن قدرة القيادة وحنكتها ، وكذلك تجاوب أبناء الشعب العُماني معها ، كان أيضا بلا حدود.


وكان من أهم الأسس التي أرساها جلالته-حفظه الله ورعاه- خلال الأعوام الماضية أن بناء الدولة العصرية واستكمال مؤسساتها ، وتشييد بنيتها الأساسية ، إنما يقوم على أكتاف المواطن العُماني ، وعبر مشاركة واسعة وعميقة ومتواصلة للمواطن في هذا الجهد التنموي المتواصل ، انطلاقاً من أن "الأوطان لا تنبى إلا بسواعد أبنائها "واستناداً في الوقت ذاته على مبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين ، وحشد كل الطاقات الوطنية لتحقيق مزيد من التقدم والرخاء في إطار دولة المؤسسات وحكم القانون واستناداً كذلك إلى النظام الأساسي للدولة وتعديلاته وما يتضمن من مبادئ وأسس وقواعد تكفل الحريات الأساسية ، وتتوزان وتتكامل فيها الحقوق والواجبات في ظل قضاء عادل ومستقل ، وفي ظل فصل للسلطات التنفيذية والتشريعية ، وتكامل فيما بينها في الوقت ذاته.


ومن هنا فإن قيمة ما تحقق تمتد إلى عظمة وحكمة وبعد نظر القيادة الحكيمة ، التي حركت وتحرك ذلك كله في أداء رفيع ، حرص دوما على إعلاء مصالح الوطن والمواطن العُماني ، وتهيئة الظروف والمناخ الملائم لتحقيق الأهداف والأولويات الوطنية ، داخليا وخليجيا وإقليميا ودوليا ، وهو ما يعود الفضل فيه لله تعالى ، وإلى الفكر المستنير لجلالة القائد المفدى.